الخلاصة:
بالقدر الغموض الذي ينتاب مفهوم الثقافة عموما و الثقافة التنظيمية خصوصا بداية من التعريفات المتفرعة و المتعددة و وصولا الى منابعها و أطر و ميكانيزمات تشكلاتها، بقدر ما كانت هناك صعوبات كثيرة و تصورات مختلفة في دراستها و تناولتها بالنسبة للباحثين ، و بالأخص ما إرتبطت بالافعال و السلوكات التنظيمية كمحدد و موجه لها، فقد تتاثر الثقافة التنظيمية بصفة مباشرة او غير مباشرة بالبيئة الخارجية كثقافة المجتمع المحلي ، او ما يتم إستراده من أساليب التسيير و نقل التكنولوجيا الحديثة او غيرها من الاسباب، لكن لا يمكن تجاهل البيئة الداخلية للمؤسسة ليس فقط كعلاقات عمل مهني، بل ككيان إجتماعي و ما يفرزه من ثقافات تنظيمية تمييزها عن غيرها من المؤسسات، ويتوجب ان تتطلع إليه المؤسسة الحديثة ، كناحتة للهوية المهنية و الاجتماعية بل كمنشئة إجتماعية، و يتوجب عليها وضع إستراتيجات لتحديد معالم الثقافة التنظيمية المنشودة بداية من إختيار عناصر هذا الكيان و تفاعلاته و الذي هو المصدر الاول لهذه الثقافة "إستراتيجية التوظيف " وصولا الى غرس قيمها الثقافية و معاييرها التنظيمية "إستراتيجية التكييف المهني و الاجتماعي"، حتي يتسنى لها تأطير الافعال و السلوكات التنظيمية و التحكم فيها