الخلاصة:
لقد استنبطت فرقة المعتزلة من سياقات وردت فيها لفظة شيء في النص القرآني أن الشيء أعم من الوجود، وبالتالي فالشيء غير الوجود في الأعيان، خلافا لأرسطو الدي يرى أنه لا يمكن معرفة الشيء دون العلم بأنه موجود، وربط بين برهاني الوجود والماهية. تلك المقدمة الكلامية أذعن لها الفارابي وابن سينا فميزا بين الوجود والماهية، وبدلك تم التأسيس لتصور صوري حيث يمكن للعقل تصور ماهيات الأشياء دون اعتبار وجودها، وأين يتعلق العلم بما هو دهني وعيني، وأدى دلك إلى اكتشاف الصفر والعدد الأصم والعدد التخيلي، والقول بالكلي الفرضي بدل الكلي الأرسطي المجرد، والانتباه إلى الحدسية الرياضية. ومنطقيا أمكن توسيع صور الاستنتاج وتصور المنطق نسقا قائما على مراعاة الاتساق الداخلي بين قضاياه، وحصر غاية المنطقي في البحث عن الصورة الجامعة للاستدلالات