Abstract:
تعيش المنظمات اليوم في عصر يتسم بالسرعة والمفاجأة وعدم الاستقرار، ويشهد ثورة هائلة في التكنولوجيا والاتصالات، وزيادة حدة المنافسة، وزيادة وعي المواطنين ومطالبتهم تقديم سلع وخدمات ذات جودة عالية فكان لازما على المنظمات مواجهة تلك التحديات بالبحث عن أساليب إدارية حديثة وإعادة النظر في كثير من المفاهيم الإدارية التقليدية ضمان البقاء والاستمرارية وزيادة قدرتها على تحقيق أهدافها بكفاءة، ولما كانت القيادة روح الإدارة المعاصرة والمحور الذي تقوم عليه أنشطة المنظمات زاد البحث عن نمط قيادي قادر على التعامل مع تحديات العصر وظروفه، فالقيادة تعمل على توسيع اهتمامات العاملين وتعميق مستوى إدراكهم وقبولهم رؤية المنظمة ورسالتها وتقدم الرعاية المتميزة لكل عضو في المنظمة، فتنمي قدراتهم وتمكنهم وتغرس في نفوسهم الثقة والقيم الأخلاقية العالية وتشركهم في القيادة فتخلق الانسجام بين أهدافهم وأهداف المنظمة مما يكون له أثر ايجابي في تنمية سلوك المواطنة التنظيمية لديهم، فقد أشارت العديد من الدراسات إلى العلاقة الوثيقة بين نمط القيادة ودرجة ممارسة العاملين سلوك المواطنة التنظيمية، فالمدير التحويلي عادة ما ينتهج سلوكيات متنوعة لإشباع حاجات العاملين ويحفزهم ويدفعهم إلى تحقيق إنتاجية عالية تفوق ما هو متوقع منهم وإيجاد إحساس بالأهداف المشتركة التي تستحق دعم العاملين وتكريس أنفسهم لتحقيقها، وتقديم الدعم الفردي، والاستثارة الفكرية، وتكوين بيئة ابداعية، ونشر التعاون بين العاملين وتعميق مستوى إداركهم للنظر إلى ما هو أبعد من اهتماماتهم الذاتية، مما يكون له الأثر الايجابي في تنمية شعور العاملين بالرضا الوظيفي، والمسؤولية، واحترام الذات. كما يسودها مناخ من الايجابية والتعاون والانسجام، والعمل بروح الفريق، فيتعزز لدى العاملين فيها الولاء التنظيمي، والشعور بالعدالة التنظيمية، مما يحقق لها الاستقرار التنظيمي ويسهم في زيادة معدلات الأداء وتحسين نوعيته، وبذلك تعد سلوكيات القيادة التحويلية من أهم العوامل التي تسهم في تعزيز سلوك المواطنة التنظيمية لدى العاملين.