الخلاصة:
تعد الأسرة البناء الاجتماعي الأول الذي يتكون من الأب والأم والأطفال، الذي يستمد منه الطفل الحماية والأمن ويستشف منه الرعاية في نموه الجسدي والعقلي، والتنشئة الاجتماعية التربوية بتزويده بالمعلومات والعادات والتقاليد والقيم، كما أنها تعد من أهم العوامل المكونة لشخصية الطفل والتي لها تأثير مباشر فيها، من خلال المناخ الأسري وما يسوده من نظام ومساندة واستقرار، ويظهر ذلك من خلال العلاقات التي تجمع بين أفراد الأسرة، وبهذا فهي تحتل مكانة بالغة الأهمية من حيث الوظائف التي تؤديها في سعيها لتلبية إحتياجات أطفالها وإشباعها. وتعتبر التنشئة الاجتماعية الوظيفة الأولى والأساسية للأسرة، والتي تتمثل في تزويد الطفل بالمعارف والمعلومات، وتنقل إليه تراثالمجتمعمنلغةوعاداتوتقاليد وقيم، ينتظممنخلالسلوكياتهاأفرادالأسرةجميعًا وهيالأساسالذيمنخلالهيتمالتطبيعالاجتماع، وعن طريقها يفهمالحياةالمحيطةبه ويكتسبإنسانيته كماأنلهادورًابارزًافيتعزيزسلوكالفرد وطموحاته. غير أنها -الأسرة- في توفير إحتياجات أطفالها تخضع للتغير والتطور الذي يطرأ على ظروفها الاقتصادية وأحوالها الاجتماعية وحالتها الثقافية، إذ ينعكس أثرها على الطفل بالإيجاب كلما تحسنت هذه الوضعية الأسرية، والسلب كلما تدهورت. يعد دخول الطفل سوق العمل في سن مبكرة من الظواهر التي عرفتها المجتمعات الإنسانية منذ القدم، حيث كان الأطفال يعملون مع أسرهم في الزراعة والرعي كجزء من الثقافة التقليدية للأسرة.