الخلاصة:
تغير المجتمع المدني و تطور في معناه و دلالاته عبر الزمن منذ ظهوره ،باعتباره حركية اجتماعية قوية ، و سيرورة تحولات عميقة نتيجة التحولات التي عرفها العالم منذ ظهور الثورة الصناعية ، التحول الرأسمالي و انهيار القطبية الثنائية التي تشكلت بعد الحرب العالمية الثانية ، التطور الاقتصادي ، والتقدم الاجتماعي .حيث يعد المجتمع المدني من المصطلحات التي شهدت انتشارا واسعا في السنوات الأخيرة على المستوى الأكاديمي و السياسي دوليا ومحليا ، وتعد الجزائر من الدول السباقة في تبني المجتمع المدني مقارنة بالدول العربية و ذلك من خلال تشجيع إنشاء الجمعيات و المنظمات المدنية على الممارسة الواقعية ، وقد شكل المجتمع المدني محورا لمختلف الإصلاحات قامت بها الدولة منذ الاستقلال شهدت السنوات الأخيرة نقاشات واسعة ، حيث ارتبط بالنقاشات المتعددة و الدائرة حول التحولات السياسية في العالم ،. فتشكل المجتمع المدني في الجزائر تعود إرهاصاته إلى الفترة الاستعمارية رغم صعوبة تسميته بذلك ، حيث اعتبره الجزائريين الملجأ الوحيد للتعبير عن ذواتهم و هويتهم وثقافاتهم و طموحاتهم ، ،و التي تطورت نشاطاتها مع تطور الحركة الوطنية كما استعملت هذه القنوات المجتمعية للمشاركة الفعالة في تحقيق الاستقلال ، غير أنها أخذت منحنى مغايرا قبيل الاستقلال و ذلك نتيجة تبني فلسفة النظام الواحد الذي انعكس على تنظيمات المجتمع ،. فكان ميلاد الاتحاد العام للعمال الجزائريين رافدا هاما حيث ظهر كأول تنظيم نقابي في الجزائر U.G.T.Aإذ تعتبر. كما سنبين في دراستنا هذه دور هذه المنظمة أي الاتحاد العام للعمال الجزائريين في ظل التحولات السياسية في الجزائر ،و هل استطاع فعلا أن يفرض نفسه كأهم منظمة نقابية مع تبيان دوره في تحقيق و توفير الحماية الاجتماعية والاقتصادية للفئات العمالية ودوره الفعال كونه شريك اجتماعي واقتصادي له دور في بناء المواقف السياسية وبالتالي إنتاج نخبة سياسية .