الخلاصة:
يعد التراث الأثري بمختلف أنواعه من المقومات الإنسانية التي تعبر عن رقي الأمم والحضارات، لأنه يعتبر شاهد عليها، والتراث المخطوط هو واحد منه، والذي هو محل دراستنا في هذه الدراسة، فقد حولنا إعطاء نظرة عليه من خلال دراسة صيانة وترميم المخطوطات في الجزائر المركز الوطني للمخطوطات أنموذجا، فحولنا ان نقدم جملة من التعريفات، والمعاني، والأنواع التي أطلقت عليها منذ ظهور هذا المصطلح إلى الوجود، وكذا إبراز أهميتها التي من شأنها أن تساعد في تطوير البشرية أثناء الرجوع إليها.
ولأن المخطوطات هشة ويصعب التعامل معها، وكذا تعرضها لعوامل التلف بمختلف انواعها، الطبيعية، البيولوجية، الكميائية، البشرية، وغيرها من العوامل الأخرى، مما يتطلب منا التدخل للحد منها وذلك عن طريق تهيئة وتوفير الظروف المناسبة لبقائه، كما يجب علينا ترميمه، ولا يكون ذلك إلا بتوفير الإمكانيات المادية والبشرية المتخصصة.
وكان للجزائر في هذا المسعى تجارب لابأس بها متمثلة، في تجربة مؤسسة الوثائق الوطنية والمكتبة الوطنية التي أنشئت على مستواها مخبراً لصيانة وترميم المخطوطات مجهز بمختلف الأجهزة التي من شأنها النهوض بهذا التراث، ومن بين التدابير التي وضعتها الجزائر للحفاظ على هذا الكم الهائل من هذا التراث المخطوط هو إنشاء المركز الوطني للمخطوطات بأدرار، الذي قام بعدة أعمال متمثلة في إقامة دورات تكونية في هذا المجال إضافة إلى القيام بخرجات ميدانية لجرد وإحصاء الخزائن التي تحتوي على هذا التراث على مستوى الولاية إضافة إلى العمل على تهيئة بعض الخزائن لتكون مثلاً يحتذى به.