الخلاصة:
شهد الخطاب النقدي العربي المعاصر انفتاحا، مثّله كوكبة من النقاد والدارسين بتقديم قراءات فاعلة ومتنوعة، عنيت بالتراث النقدي مقاربة ونقدا حتى تشكلت اتجاهات متباينة ومواقف نقدية مختلفة، تبعا للمشارب والمرجعيات الفلسفية التي تؤطر هذه العودة للتراث، ما جعل كل قراءة ذات خصوصية وبصمة خاصة، تتعالى عن القراءة التي سبقتها وتتمايز عنها باعتمادها رؤية منهجية خاصة تسهم في اغناء هذا التراث وتعيد فتح الكثير من قضاياه للنقاش المعرفي عبر فعل المسائلة لنصوصه المختلفة.وفي هذا الاطار تندرج كل من قراءة عبد العزيز حمودة التي عادت إلى التراث بغرض استنباط نظرية نقدية عربية، في كتابه " المرايا المقعرة" تكون بديلا للمناهج النقدية الغربية التي اكتسحت مساحة الخطاب النقدي العربي المعاصر، انطلقت هذه القراءة من فكرة الخصوصية واختلاف المنطلقات بين الثقافتين العربية والغربية، وقراءة جابر عصفور التي عادت الى التراث وحاولت التأسيس لنمط جديد في قراءة التراث، ينبني على بناء تصورات منهجية في كيفية القراءة معتمدا في ذلك على نظرية القراءة في مقال له سماه " مقدمات منهجية في قراءة التراث" يطرح فيه مفردات نظرية تضمن للقراءة بعدها الوظيفي والجمالي متوسلا بالمناهج النقدية الغربية مختلفا بذلك على عبد العزيز حمودة كون عصفور يؤمن بفكرة الكونية وأنّ المعرفة النقدية معرفة انسانية ولذلك لم يعزف على وتر الخصوصية.