الخلاصة:
ينطوي خطاب البشير االبراهيمي على ظواهر أسلوبية جعلته يتسم بالفرادة األمر
الذي دفعني إلى االستعانة بالمنهج األسلوبي ،الذي يرصد العمل األدبي انطالقا من
المقوالت الثالث )االختبار ، التركيب ، االنزياح ( .
وأل ن استراتيجيات الخطاب تعنى بدراسة االنجاز اللغوي )اللغة في االستعمال( ، فإ ن
األمر يفرض علينا إتباع منهج يعتد بال سياق، وأثره في بنية الخطاب ومعناه ، أال وهو
المنهج التداولي بوصفة أداة إجرائية تجاوزت البحث في المستوى الداللي إلى البحث
في عالقة العالمات اللغوية بمؤوليها ) المستوى الت داولي ( ،و بالتالي فإن ه يعني بدراسة
مقاصد المرسل وكيفية تبليغه في مستوى يتجاوز الداللة الحرفية للقول ، كما يعنى
بكيفية توظيف المرسل لمختلف مستويات اللغة في سياق معين ، وذلك من خالل الربط
بين اإلنجاز اللغوي ، ومختلف العناصر ال سياقية " كالزمان و المكان ، والمعتقدات و
الظروف : نفسية ، اجتماعية ..."، تلك العناصر التي تسهم بدورها في عملية تأويل
الخطاب وتحديد المقاصد و السلطة لدى المرسل إليه .
وعليه يغدو الكشف عن مختلف هذه االستراتيجيات، وصورها الخطابية في التعبير
عن مقاصد المرسل و التدليل على سلطته أمرا من األهمية بمكان ، ذلك أ ن بناء
الخطاب أيا كان نوعه ال بد وأن يستند إلى قصد يصوغه ، و سلطة تمنح الخطاب قوة
إنجازية معينة .