الخلاصة:
يعالج موضوع هذه الأطروحة الاسهامات العلمية والفكرية في مختلف العلوم الدينية والصوفية في الغرب الجزائري خلال القرنين 19 و20 م وقد برز في ذلك العديد الأعلام نذكر منهم الأمير عبد القادر الجزائري والشيخ العلاوي الذي وصل صدى طريقته الصوفية وكتاباته لمختلف أنحاء العالم الإسلامي والغربي، ونذكر أيضا كتابات الشيخ محمد ابن سليمان المستغانمي الذي كانت لمساهماته العلمية صدى في المغرب الأقصى، وشملت هذه الكتابات والمساهمات الفكرية مختلف اتجاهات المعرفة من علوم دينية وفلسفة وأدب وشعر، إضافة إلى الكتابة التاريخية، ولكن مساهمتها في ميدان التصوف كانت هي الغالبة. فرغم الظروف الصعبة التي مرت عليها المنطقة فإن التصوف عرف تطور كبيرا لم يشهده لا من قبل ولا من بعد.
وكان لحركة التصوف التي ظهرت في الغرب الجزائري في النصف الأول من القرن العشرين تأثير كبير لم يكن منحصرا داخل مجالها الجغرافي بل تجاوزه ليشمل الجزائر وخارجها في العالم الإسلامي، وحتى العالم الغربي، ونذكر على سبيل المثال الدور الكبير الذي قام به كل من الشيخ محمد بن يلس وتلميذه الشيخ محمد الهاشمي في نشر الطريقة الدرقاوية الشاذلية والتعليم الاسلامي في بلاد الشام، بعد هجرتهما في بداية القرن العشرين من مدينة تلمسان.