ستكون البداية صعبة للعمل المسلح في ظل التفاعلات السائدة، وسيكون المنهج المتخذ دقيقا وحساسا لكل التغيرات، وخصوصا إذ كان هذا العمل المسلح موجها لقوة استعمارية ذات شأن عالمي، و متمرسة في إدارة الجزائر ومطلعة على التركيبة الاجتماعية للجزائريين، والأدهى من ذلك طابور خامس عن إرادة
وسيبدو هذا العمل العسكري مستحيلا مع امتلاك الإدارة الاستعمارية جيش ذو تدريب وتسليح جيد ومكتمل، بالإضافة إلى هيئات أمنية من شرطة ودرك ، وقرب قواعد الدعم الرئيسية من فرنسا، بل وسند عالمي من الحلف الأطلسي ، تقابلها مجموعة من المناضلين ذوي تسليح رديء، وتدريب متواضع، وتكوين عسكري نظري مبسط لا يتعدى تكوين مقاتل ميداني، ولا يرقى إلى مصاف المنظرين والمخططين الاستراتجيين (( لكن اثبتوا لاحقا أنهم من صانعي إستراتيجية الحرب الثورية من خلال نمط الثورة الجزائرية التي خططوا لها وقادوها))، فهذا الخلل الكبير في التوازن يجعل قوة مفجري الثورة مهملة أما القوة الاستعمارية، ولكن هذه نظرة كل من له ضحالة في الفهم واطلاع سطحي، إذ ستكون النتائج عكس ما كان متوقع، فهذه القوة التي كان ينظر إليها أنها مهملة ولا تستطيع مجابهة القوة الاستعمارية ستتمكن من تحقيق انتصارات متوالية في الميدان القتالي، وعلى الصعيد الدبلوماسي، وتستطيع أن تجند الشعب الجزائري للمعركة التحريرية وتكسب حلفاء خارجيين، وأخيرا تتمكن من تحقيق أهداف جزئية، مجموعها وتفاعلها وتكاملها يحقق الغاية الاستقلالية وبعث الدولة الجزائرية.
Submitted by Assia Rami (maissarami03@yahoo.fr) on 2021-03-21T09:51:43Z
No. of bitstreams: 1
شين عامر.pdf: 2116428 bytes, checksum: 34f943bc59ec0dada4ec6e94d1de2c3e (MD5)
Made available in DSpace on 2021-03-21T09:51:43Z (GMT). No. of bitstreams: 1
شين عامر.pdf: 2116428 bytes, checksum: 34f943bc59ec0dada4ec6e94d1de2c3e (MD5)
Previous issue date: 2015
http://193.194.83.152:8080/xmlui/handle/20.500.12387/1318