الخلاصة:
يعتبر التفكير الديني عند كانط عصارة لمشروعه النقدي الذي يجيب عن الاسئلة الجوهرية في كتبه النقدية : ماذا يمكنني أن أعرف ؟ ماذا يجب ان افعل ؟ و أي أمل يمكنني أن آمله ؟ فإذا كان كانط يضع حدودا للمعرفة أين يحدد ميدان الميتافيزيقا المشروعة و التي تصلح للاستعمال النظري فإنه يرى ان الميتافيزيقا الدوغمائية لا تصلح للاستعمال النظري و هي خلود النفس و وجود الله و الحرية ، و هي موضوعات الميتافيزيقا الكبرى التي تنقلنا من مملكة الضرورة الى مملكة الحرية التي تفسح باب الامل و الرجاء امام العقل، و بهذا فقد هدف كانط الى تاسيس دين كوني عالمي يتعطى الطقوس و العبادات و الكفارات ساعيا الى بلوغ الاخلاقية فليس الدين هو الذي ينقلنا الى الاخلاق و انما الاخلاق هي التي تنقلنا الى الدين.