الخلاصة:
من المسنين من ينجح في التوافق مع مستجدات المرحلة الشيخوخة ويتكيف معها، ومنهم من يصبح أكثر حساسية وتأثراً بالمحيطين بهم وبأفعالهم، فكل شيء يضايقهم ويزعجهم، فيصبحون سريعي الانفعال والتذمر، ولذلك حثنا الله عز وجل على حسن معاملة كبار السن وتقديرهم.
إلا أننا نجد من الأشخاص من يشذ عن هذه القاعدة، فيهملون أباءهم وأمهاتهم ولا يحترمون المسنين، وفي بعض الأحيان تكون هناك نية مبيتة للتخلص من الشخص المسن للحصول على مسكنه أو على ما يملكه من أموال أو عقارات، أو لأنه أصبح عبئاً ثقيلاً على من يرعاه.
وكل هذه السلوكات السلبية والعقوق تجاه الآباء والمسنين هو من مفرزات التغيرات الاجتماعية والثقافية والأخلاقية التي تعرفها الأسرة العربية على العموم والجزائرية على الخصوص، وتسارع وتيرة هذه التغيرات قد أفرز ملامح ومؤشرات تؤكد على الخلل الذي مس منظومة القيم الأصيلة فينا النابعة من تعاليم ديننا الحنيف والتي كانت تحكم وتسير علاقاتنا الاجتماعية، والتي استبدلت بالعديد من القيم الدخيلة، كالمادية والأنانية وتراجع الإنسانية والتراحم والوقار بين جيلي الكبار والصغار، فوهنت العلاقات الاجتماعية والأسرية المنعكس على شرائح اجتماعية عدة، إلا أن الأكثر تأثراً وتضرراً هي فئة المسنين التي تقهقرت أوضاعها بفقدان عناصرها لمكانتهم وأدوارهم التقليدية مع استبدال النموذج التقليدي للأسرة المتعددة الأجيال بالأسرة النووية التي لا تتحمل أكثر من جيلين.
وهذا ما أنتج ظاهرة التخلي عن الوالدين أحدهما أو كلاهما في دور الشيخوخة.