الخلاصة:
لقد استقطبت سياسة التشريع الفلاحي الرومانية المطبقة بولايات المغرب القديم أنظار الدارسين الغربيين، الذين يرون أنها سياسة إصلاحية عملية أكثر منها تشريعية، تنظيمية،كانت الأرض نقطة ارتكاز التشريعات الفلاحية الرومانية، وأولت السلطات الرومانية اهتمامًا كبيرًا من حيث سن القوانين التي ضبطت طرق ملكية الأراضي وحيازتها، أو حتى الانتفاع بها، و تجسدت في كل من قانون منكيانا وقانون هدريانا وفق حاجات الاستغلال الرومانية، فهما يقتربان من حيث المحتوى من التقليد الروماني، ويختلفان في مضامين بسيطة، فالأول يحصر الاستفادة في الأراضي المهملة داخل الضيعات وزراعتها كروما وزيتونا، بينما الثاني يوسع الاستفادة إلى كل الأراضي الغير الصالحة للزراعة، وتحتاج إلى استصلاح، مع إمكانية زراعتها زيتونا وكروما، بالإضافة إلى زراعة الحبوب