الخلاصة:
تنصب عناية هذا البحث على الصيغ الفنية، التي يؤسطر من خلالها الواقع ومحاولة فقه الأساليب الإبداعية، التي يعمد إليها الروائي لأسطرة تيماته وباقي تأثيثات منجزه السردي ،وهو مظهر تجريبي يميز الرواية المعاصرة وخاصة تلك النصوص الروائية، التي تعول بشكل قصدي وفني على الأسطورة، أوتلك التي تنزع إلى خلق حكي أسطوري تغني به مروياتها، باحثة من خلال المحكي الأسطوري وبنياته المغايرة عن أسلوب سردي مغاير لكل ماهو نمطي وتقليدي. وهذا مالاحظته من خلال قراءتي لهذا النوع من النصوص الروائية الجديدة، خاصة عند "غابرييل غارسيا ماركيز" في روايتي"مئة عام من العزلة" و "خريف البطريرك".
لقد تناول هذا البحث النص الروائي عند "غابرييل غارسيا ماركيز" وخصوصيته، التي تنزع إلى استلهام الرموز الأسطورية، أو تنزع في حال أخرى إلى أسطرة الواقع بكل مكوناته السردية، وكيفية دمج هذا المنجز الأسطوري بجميع تجلياته النصية واللغوية في بنية لسانية ومضمونية، تسهم بشكل عميق ولافت في إثراء الدلالة واقتراح نص سردي تجريبي له خصوصيته العجائبية والأسطورية. كما تشتغل هذه الدراسة على رصد الصيغ الأسطورية وشعرية حكيها في الروايتين المذكورتين، وعلى الآليات والتقنيات الجديدة المغايرة للكتابة التقليدية، ومنها الرواية الواقعية، والتأسيس لنص روائي مغاير أساسه الخلق السردي الأسطوري، ونقل النص الروائي من أسلوب الحكي المباشر للواقع المعيش والنمطي إلى أسطرته بأساليب أسطورية مختلفة مبتدعة، لها جمالياتها وشعريتها السردية.