الخلاصة:
الأمثال صوت الشعوب وخزّان عبقريتها، وهويتها الحضارية، فقد استطاع المجتمع القبائلي القديم من خلاله نقل خلاصة تاريخه ومعاناته، أخلاقه، مُثله، عاداته وتقاليده، معتقداته، وانشغالاته الروحية والعقلية، وقد جرت شفهيا على ألسن العامة والخاصة، في محاوراتهم، ومخاطباتهم اليومية، كوسيلة لتقوية الخطاب، وترسيخه في ذهن السامع، قصد إصلاح أمره، وتعديل حاله، فحركت فيه بواعث الخير، وُفجّرت فيه ينابيع الإيمان والفضيلة.
ومن خصائصها الجوهرية الإيجاز، فهي تأتي في عبارات مضغوطة، ذات معان عميقة، وهي تمتاز بالوفرة والتنوع، فجاءت تعبيرا صادقا عن الظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للمنطقة المدروسة.
لا يختلف المثل القبائلي من حيث بنيته، ومضامينه، وأبعاده، ووظائفه، عن المثل في الثقافات الأخرى جزائرية كانت، أو العربية، أو عالمية، فكلّها تنتصر للفضيلة، وتستقبح الرذيلة، حتى تُعلي بالإنسان إلى مدارج الرقي والكمال.،