الخلاصة:
تعتبر ظاهرة هروب الفتيات من البيت من الظواهر الانحرافية التي تعاني منها المجتمعات في بيئاتها المختلفة، وعلى اعتبار أن الهروب من البيت يمثل أحد أنماط السلوكات الانحرافية فإن درجة انتشارها داخل المجتمع مرهون بدرجة انتشار السلوكات الانحرافية على مختلف أشكالها في ذات المجتمع، وبالتالي فإن بروز ظاهرة هروب المراهقات من البيت واستفحالها في وسط الأسر الجزائرية، لها علاقة مباشرة بالتغير الاجتماعي حيث غالبا ما تتأثر المراهقات بالظروف المحيطة بها والمشاكل الناجمة عن ضيق المسكن وغياب الأباء الطويل عن البيت وكذا نوعية المعاملة التي تتلقاها من طرف الأسرة حيث تعد نوعية المعاملة الأسرية للفتاة المراهقة من أهم العوامل المؤثرة على انتشار ظاهرة هروب الفتيات المراهقات من البيت، فإذا اتسمت المعاملة الأسرية للفتاة المراهقة بالاستواء والاتزان والتربية والتنشئة السوية والابتعاد عن ممارسة العنف والضغوطات الأسرية فإن الفتاة لا تفكر في الهروب من البيت، أما إذا طبع نوعية المعاملة الأسرية للفتاة ممارسة العنف والحرمان العاطفي والإيذاء النفسي والجسدي، وما يطبعها من سلوكات منحرفة للآباء جراء تناول الكحول والمسكرات حيث تتأثر الفتاة بهذه المعاملة السيئة الصادرة من طرف الأسرة وبالتالي تقرر الهروب من البيت العائلي في محاولة منها للخروج من هذا الوضع السيئ الذي تعيشه في الأسرة.