الخلاصة:
تعتبر علاقات اليهود بمن يحيط بهم من المجتمعات من المواضيع الحساسة بما يلفها من تنافر وتجاذب، في مسألة الإنتماء الحضاري والخصوصية الثقافية.
وقد شهد تاريخهم في الجزائر منعرجات حاسمة إنتهت بذوبانهم الشكلي وإنقراضهم من البلاد فالاستعمار الفرنسي عرضهم إلى صدمة حضارية بما حمله من إغراءات و هم الذين كانوا منبهرين بما حققه إخوانهم من إندماج في الحضارة الغربية ، فجاء مرسوم كريميو لتجنيس يهود الجزائر كثمرة لجهود حثيثة في هذا المجال، غير أنه كان في ظرف ميزه ظهور موجة عارمة لنزعة معادية لليهود عالميا و التي يراد لها أن تكون معاداة السامية تزامنت مع تحقيقهم نسبة كبيرة من الاندماج في المجتمعات التي كانوا يشكلون جزء من نسيجها البشري.
وقد خصصت الفصل التمهيدي للإشارة إلى الأصول اليهودية، و نظرة على التواجد التاربخي لليهود في الجزائر متى؟ وكيف ؟ ، ثم الفصل الاول لطرح قضية معاداة السامية في العالم والجزائر بمناقشة جوهر الفكرة إن كانت المعاداة موجهة لليهود أم للساميين ككل، وماهي أسبابها المتعددة ومظاهرها
وقد احتوى الفصل الثاني إلى أوضاع اليهود بين الادماج والاندماج بدايةً بحركة الادماج في العالم، و ألياته في الجزائر والدور الخطير الذي لعبته المدرسة في فرنسة الجيل الجديد من اليهود ، وعالج الفصل الثالث أوضاع يهود الجزائر وتطورهم في ظل الاندماج في المجتمع الفرنسي حيث شهدوا تطوراً في كل المجالات.
والفصل الرابع تطرقت فيه إلى العلاقات التي كانت بين اليهود ومكونات المجتمع المحلي في الجزائر بداية بالمستوطنين الاروبيين ، ثم مع المسلمين وكيف إختل التوازن بين الطرفين فأحداث قسنطينة 1934م الشهيرة ، وتضمن الفصل الخامس طبيعة العلاقة مع الطرف الاخر من البحر المتوسط الممثل في يهود فرنسا والسلطة الفرنسية وممثليها في الجزائر .