الخلاصة:
الحركات النقابية هي نتاج تاريخي ومطلب اجتماعي تبنته الفئات المهنية وعيا منها بأنها الأداة العقلانية لحماية ذاتها من كل أشكال الظلم والاستغلال، والدفاع عن حقوقها، والمطالبة بإنتاج وإعادة إنتاج واقعها المهني والاجتماعي بما يتماشى مع التغيرات السوسيو اقتصادية. وقد عرفت الجزائر منذ صدور دستور 23 فيفري 1989، بروز نقابات مهنية مستقلة قوية على مستوى المؤسسات العمومية لكن سرعان ما تغيرت استراتيجياتها من هجومية إلى دفاعية بسبب الظروف الأمنية والسياسية التي شهدتها الجزائر في التسعينيات، لكن ومع بداية الألفينيات لاحظنا حراك نقابي قوي - الإضرابات بكل أشكالها - مع بروز تنظيمات نقابية جديدة منها على مستوى النسق التربوي بسبب تردي الأوضاع المهنية والبيداغوجية والاجتماعية للأستاذ، وقد أثبت الكناباست قوته وقدرته في الحافظ على توازنه واستمراريته حتى لقب هذا التنظيم بنقابة الأساتذة، لاعتماده على القاعدة في بناء قراراته واتخاذ مواقفه هذا من جهة، مع فتح جميع قنوات الاتصال لإقناع الرأي العام بشرعية مواقفه.