الخلاصة:
يساير التيار الثقافي الجديد شعار " الثقافة والشخصية" بالجمع بينهما استنادا إلى تلك الصلة الدينامية التي تصل الإنسان بثقافته وهي صلة تمتاز بالضرورة والحتم والإلزام ويوضح البحث في تاريخ الفكر الاجتماعي عن وجود موجات متتابعة من النقد الاجتماعي الشامل الذي يظهر عادة نتيجة لعجز النظام الاجتماعي القائم عن التكيف إما مع البيئة الخارجية المحيطة أو متطلبات التطور المستقبلي فيدرك الإنسان ضعف القدرة التكييفية للتنظيم الاجتماعي للتلاؤم مع البيئة أو قصوره عن إشباع حاجاته الأساسية أو عجزه عن تطور آليات الحركة والاتصال والتحول الاجتماعي، بحيث يبدأ عادة بنقد الأفكار التي تؤكد على شرعية التنظيم الاجتماعي القائم (الموروث) ثم الانتقال إلى نقد التنظيم ذاته لفضح تناقضاته و طرح تنظيم اجتماعي بديل يتلاءم مع الزمان والمكان وإشباع حاجات الإنسان في إطاره(التحديات الخارجية)، إلى جانب امتلاكه القدرة على الربط بين المعنى الاجتماعي والمضمون الثقافي وبين ما ينتج عن عملية التفاعل الاجتماعي الناتج أصلا عن الحاجات الضرورية للحياة الجديدة للإنسان من خلال الفعل الاجتماعي .