الخلاصة:
هذه الدراسة هي رصد لاتجاهات الطلبة المقبلين على التخرج(أي طلبة سنة ثالثة ليسانس) نحو قيمة التعليم الجامعي الذي يزاولونه ونحو قيمة العمل المقبلين على دخول سوقه، ومعرفة العلاقة بين التعليم الجامعي والشهادة المحصّل عليها وسوق العمل المتاح، من أجل فهم تطلعات الشباب الجامعي واتجهاتهم التي تشكل مرجعية اختياراتهم وتقديراتهم للتعليم الجامعي والعمل كقيمتين تصنعان مسار هويتهم الشخصية والاجتماعية والمهنية.
لذا طرحنا مجموعة من التساؤلات حول محتوى اتجاهات الطلبة نحو هاتين القيمتين وهل لتلك الاتجاهات علاقة بمتغير الجنس، السن، المستوى الاقتصادي للأسرة، الحالة التعليمية والوظيفية للوالدين، التخصص العام، التخصص حسب الكليات.
جاءت اتجاهات المبحوثين نحو قيمة التعليم الجامعي إيجابية كوسيلة لتحقيق الذات والاندماج الاجتماعي وتحسين الحالة المعيشية بالحصول على وظيفة لائقة ومناسبة للتخصص والشهادة المحصّل عليها، كما أنّ تقديراتهم للجامعة والتعليم الجامعي جاءت إيجابية أيضا فالطالب الجامعي يعتبر المرحلة الجامعية أهم مراحله التعليمية باعتبار الجامعة هرم السلم التعليمي من جهة ومن جهة أخرى هي صانعة للنخب والكفاءات والمؤهلات لتنمية المجتمع وتطويره.
بالنسبة لقيمة العمل فإنه يشكل موضوع أزمة ظهرت من خلال النتائج المحصل عليها، هناك تناقض واضح بين ارتباط التعليم الجامعي الحديث بالعمل ووضع سوق العمل الفعلي، فسوق العمل شحيحة جدا ومرتبطة بالوضع الاقتصادي للدولة فهي متقلّبة وأحيانا ترتبط بالتقلبات السياسية والإديولوجية الحاكمة وبالتقلبات الاقتصادية العالمية، إنّه وضع غير آمن تماما على عكس التعليم الجامعي فالمقاعد البيداغوجية في تزايد بمتتالية هندسية وكلّما تضاعف عدد الشهادات الممنوحة .