الخلاصة:
يتناول موضوع الدراسة التأثيرات الناجمة عن استعمال تكنولوجيات الاعلام والاتصال في الوسط التنظيمي و ما قد يترتب عنها من تباين في درجة التحكم في النظم التكنولوجية من طرف الأفراد من خلال اختلاف و تفاوت ثقافتهم التقنية كما تبرز الدراسة التي قمنا بها التحوّل الذي طرأ على الأطر الزمنية وتداخل الأوقات المهنية و الشخصية لمختلف المستخدمين موازاةً مع تنامي توظيف التكنولوجيا في المجالات المهنية بالإضافة إلى توضيح الاستراتيجيات المتبعة من طرف الفاعلين لتجاوز هذا التغيّر ،كما تطرقنا من خلال هذا البحث إلى إظهار خصوصيات الجانب العلائقي بين الأفراد في ظل اعتماد التكنولوجيات الحديثة.
إن الهدف من الدراسة كان الكشف عن الوجه الأخر للتكنولوجيا وكيف يمكنها التأثير على الأفراد و على الأطر الزمنية للمنظمة وعلى طبيعة العلاقات و الروابط التي تجمع مختلف الفاعلين في المنظمة. فأغلبية الدراسات في السابق ركزت بشكل أحادى النظرة على دور النظم التكنولوجية في المؤسسة وتقديمها على أساس أنها تمثل الأداة التي تحقق الطفرة النوعية و الحل الأمثل للمنظمة للخروج من دوامة الأزمة التي تحيط بها. لكن في المقابل أهملت هذه الدراسات الوجه الأخر لتكنولوجيا الاعلام والاتصال وعليه كان الهدف من خلال هذا البحث التوصل إلى إظهار الجوانب الخفية في عملية استعمال النظم التقنية والتي مافتئت تتزايد في الفترة الأخيرة.