الخلاصة:
ارتبطت ظاهرة التحرش المعنوي في البداية بظهور المصنع في المجتمعات الغربية وأدى التطور السريع لحركة التصنيع إلى استغلال الطبقة العاملة بشتى الوسائل من أجل تحقيق أكبر إنتاج وفائدة في غياب الاعتبار للجوانب الإنسانية والإجتماعية وأفرز هذا الإهمال العديد من المشاكل والاضطرابات العمالية وإفراز بعض الظواهر السلوكية كالعنف والعدوانية والتحرش وتعززت هذه الوضعية بعد ظهور التايلورية التي هي الأخرى أهملت الجانب السلوكي في التنظيمات من خلال مبادئها في العمل كالصرامة والانظباط.
ومع ظهور الأقطاب الصناعية الكبرى والتجمعات العمالية الواسعة يؤكد كل من جورج قويدمان وبيار نافيل أن الأقطاب الصناعية عرفت أشكالا عدة من العنف والعدوانية والظواهر السلبية، نتيجة الممارسات التعسفية في حق العمال، هذا ما أدى إلى الدعوة إلى تحسين ظروف العمل في مطلع الخمسينات والاهتمام بالجانب السلوكي والإنساني وتجسد ذلك من خلال التشريعات لتوفير الحماية للعامل ماديا ومعنويا ومساعدته نفسيا واجتماعيا للإندماج في العمل، غير أن ظروف العمل لم تتحسن كثيرا وزادت تعقيدا مع سيطرت النموذج البيروقراطي في التنظيمات الإدارية.