الخلاصة:
تركز هذه الدراسة على كيفية تقديم النصوص الشعرية ذات الطابع السياسي و الإيديولوجي المناهض للحركة الصهيونية و الاستعمارية إلى المتلقي الذي ينتمي للعالم الغربي الواقع بشكل أو بآخر تحت تأثير الهيمنة الصهيونية، و تسلط الضوء على التحدي الذي يواجه المترجم إعادة أثناء تقديم هذا المضمون الحساس في ثقافة الآخر ، صاحب الماضي الكولونيالي الطويل في المنطقة العربية و المسئول المباشر عن نكبة فلسطين و صاحب الهيمنة الفكرية و الثقافية و السياسية . هنا تجد الترجمة نفسها مقحمة في هذا الصدام السياسي و الإيديولوجي و تصبح وسيلة و كهدف و فاعل و مفعول به و عامل حاسم في حركة التاريخ و صدام الحضارات و التجاذبات السياسية و الإيديولوجية . و تتخذ هذه الدراسة حركة الترجمة و الاستعراب في إسبانيا كنموذج يتجلى فيه هذا الدور ، و تحاول الدراسة التركيز على التوظيف الإيديولوجي للترجمة و الاستعراب الاسباني و التطرق إلى تاريخ حركة الترجمة بشكل عام و تاريخ حركة الترجمة المعاصرة بين الثقافة العربية و الاسبانية و دوافعها و أهدافها و أسباب اختيار عناوين معينة و إهمال عناوين أخرى و دور المستعربين في كل ذلك و تسقط كل ما توصلت إليه من نتائج على نصوص شعرية مترجمة من العربية إلى الاسبانية . و هذا هو جوهر هذه الدراسة.