الخلاصة:
تزخر الجزائر بعدة نماذج من المعالم الجنائزية التي ترجع إلى الفترة القديمة ، من أهمها نجد الضريح الملكي الموريطاني بتيبازا، ضريح الخروب بقسنطينة و إمدغاسن بباتنة، و تتعرض هذه المباني الجنائزية كغيرها من المباني الأثرية الحجرية إلى عوامل التلف المختلفة، كالعوامل الطبيعية التي تعد أكثر العوامل إتلافا للمباني الأثرية إذ لا يمكن التحكم فيها لاستحالة فصل المبنى الأثري عن محيطه الطبيعي، و من أهم تلك العوامل المؤثرة على الضريح الملكي الموريطاني نجد الأملاح والرطوبة نتيجة قرب المعلم من البحر، أما ضريحي الخروب و إمدغاسن فيتواجدان في مناطق داخلية تتميز بتغيرات مستمرة في درجات الحرارة و نسبة الرطوبة ما يسبب في تشقق الحجر. الجانب الذي تشترك فيه هذه الأضرحة هو مادة و تقنية البناء حيث استعمل الحجر الجيري في البناء لكن بخصائص مختلفة في كل ضريح: الضريح الملكي الموريطاني بني بحجارة جيرية ذات مسامية عالية تقدر ?35 % و نسبة امتصاص معتبرة للماء تقدر ? 17% و قساوتها 4 حسب سلم موهس، أما ضريح الخروب فتميزت حجارة البناء فيه بالصلابة ( 5 حسب سلم موهس) ومسامية تساوي 03% وبالتالي ضعف امتصاصها للماء (01%)، في حين كانت الحجارة الجيرية المستعملة في ضريح إمدغاسن ذات مسامية كبيرة ( 35%) و نسبة امتصاص معتبرة ( 20%) و قساوة تساوي 2 حسب سلم موهس، و الملاحظ أن الخروب و المدغاسن أكثر حفظا مقارنة بالضريح الملكي الموريطاني رغم ما تعرضت له هذه الأضرحة من تلف سببه الإنسان و الطبيعة، و تبقى الصيانة الدورية لهذه المعالم و إحكام المراقبة عليها أحسن وسيلة لحمايتها و الحفاظ عليها.