الخلاصة:
تعد المسألة الديمقراطية من المحاور الأساسية التي تناولتها المدارس الفكرية و المذاهب الإيديولوجية ،و الفكر القومي العربي لا يخرج عن هذا الإطار ،إذ نجد ضمنه نقاشا و تنظيرا فكريا معتبرا بين المفكرين المحسوبين على الفكرة القومية العربية ،و نجد النقاش قد انتقل من الهوية و مقومات الأمة التي تشكلها الجماهير و الجماهير تقودها طلائع اجتماعية اتسمت بالثورية ،تعبر عن كيان الإنسان و عن ارتباطه بالأرض ،عن حريته و عن مستقبله بالأساس نجد المسألة الديمقراطية تتركب و تتعقد مفهوميا حسب الحركة التاريخية و الإيديولوجية فالفكر القومي العربي منذ نشأته أكد على حضور المسالة الديمقراطية في أدبياته ،لكن الاختلاف حول مفهوم عام للديمقراطية أحدث جدلا حول تبني الفكر القومي العربي للديمقراطية من الأساس ،فهناك من يحاكم القوميين بأثر رجعي حول الممارسة الديمقراطية و هناك من يدافع على طرح القوميين في رؤيتهم للديمقراطية عزاؤه في ذلك الحركة التاريخية ،إذ نجد الانتقال من الديمقراطية التي تعني حكم الجماهير بواسطة طلائع المجتمع (العمال و الفلاحين) و هي الطبقة الكادحة إلى الديمقراطية التي تعني التعددية السياسية و اطلاق الحريات الفردية وتكريس مبادئ حقوق الإنسان ،و السؤال الذي يطرح نفسه : هل يجوز محاسبة التيار القومي العربي على رؤيته للديمقراطية في فترة سابقة برؤية حالية؟ و الإشكالية الأساسية التي نعاجها في بحثنا هي : كيف كانت رؤية الفكر القومي العربي للمسألة الديمقراطية ؟ و هل كان طرحه مؤثرا ؟ و هل كان طرحه معقولا في وسط النخب و الجماهير ؟ و هل يمكن صياغة طرح جديد للمسألة الديمقراطية في الفكر القومي العربي؟