الخلاصة:
في ختام هذا البحث، يمكن القول أنّ السلطة المرابطية ظهرت في أوضاع متردية في جميع المجالات سواءً تعلق الأمر بمنطقة ظهورها في الصحراء والمغرب الأقصى، أو تعلق الأمر بالأندلس (المجال الجغرافي للبحث) هذه المنطقة التي كادت أن تسقط في يد القوى النصرانية، وهو ما أنذر بتهديد عام لكل الأندلس،ففقدت بعض مدنها كبربشتر سنة(456?/1064م) وطليطلة سنة (478? /1085م) فكان ظهور هذه السلطة الصحراوية في الوقت المناسب لإنقاذ ما بقي وإصلاح ما فسد كما يتبين أنّ ظهورها كان نتيجة الفراغ السياسي في المنطقة، فأخذت السلطة المرابطية زمام المبادرة لإقامة وحدة سياسية بين العدوتين، لم تستطع القوى السابقة تحقيقها، وعلى نهجها سار الموحدون فيما بعد. وما نخلص إليه هو أنّ التباين بين خصائص السلطة الصحراوية البربرية والمجتمع الأندلسي المدني لم يشكل عائقاً في إدارة المرابطين للأندلسيين، بقدر ما كانت طبيعة السياسة المتبعة هي المتحكم الأساسي في العلاقة، فنجد أنّ السياسة المحكمة في إدارة شؤون المجتمع تعمل على امتصاص رغباته وأهوائه التي من شأنها الضرر بمصالح الدولة، وهو ما افتقده مسئولو السلطة في المرحلة الثانية من الحكم، وجعل عقباتها كثيرة ونهايتها حتمية.