الخلاصة:
إن فكرة اللامعقول لم تظهر من العدم بل كانت نتيجة تقهقر الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية في القرن العشرين خاصة بعد الحربين العالميتين الأولي والثانية ،حيث فرضت واقعا لا يمكن للبشرية التكيف معه بسبب المعاناة والمأساة التي خلفتهما .وهذا ما جعل الكثير من الفلاسفة علي رأسهم البير كامو يحاول التصدي لهذا الواقع اللامعقول بكتاباته الفلسفية وهدفه في ذلك محاولة إعطاء القيمة للحياة وقداستها بعد أن فقدتها،ضف إلي ذلك الدعوة إلي محاربة كل أشكال الظلم والعبودية والاستبداد المنتشر في المجتمع..وقد برزت فكرة اللامعقول في مظاهر عدة علي رأسها المسرح ومدرسة الدادئية والسريالية والفلسفة النيشتوية و الفلسفة الوجودية و مدرسة التحليل النفسي. ولمواجهة حياة اللامعقول لابد من التمرد والثورة وبالفن ودلك عن طريق رفض كل أنواع العبودية والاستغلال الذي تعرضت له البشرية ويكون بالوعي والإرادة وعدم الاستسلام للانتحار والهروب من معايشة الحياة .ومنه يمكن أن نقول أن فلسفة اللامعقول هذه قد كشفت للبشرية واقع أخر من الحياة جعلته يبحث عن طرق للتكيف معها و معايشته يتطلب الوعي والإرادة والحرية للتحقيق الاستمرار والسعادة والأمن