الخلاصة:
تناولنا في هذه الرسالة " ظاهرة الإغتراب الفكري عند زكي نجيب محمود " . فقد قدرنا أن إعلان الدكتور عن إعتناقه " للوضعية المنطقية " ودعوته إلى هدم التراث العربي لأنه يمثل عقبة في وجه التقدم الحضاري ، هو إغتراب فكري مزوج ؛ لأنه موقف يتنكر لأسس الثقافة العربية الإسلامية التي هي( الإسلام، العربية، الوضعية الحضارية...) من جهة، ومن جهة أخرى يدعو إلى التبعية المطلقة لفلسفة صادمة لقيم الحضارة العربية الإسلامية. وقد بقي الدكتور متمسكا بفلسفة الوضعية المنطقية طول حياته الفكرية، وقد إكدنا هذا من خلال تتبعنا لفكره، بالتحليل والنقد، وذلك في مرحلتيه؛ مرحلة الوضعية المنطقية، ثم مرحلة مرحلة تبنيه لفلسفة توفيقية بين الفكر الغربي ، و الفكر العربي الإسلامي ؛ حيث عمد إلى تقييم الفكر الأخير استنادا إلى الفلسفة الغربية ، وبذلك تأكدت ظاهرة إغترابه في جميع مراحله الفكرية. وقد ختمنا بحثنا بالتأكيد على فلسفة التحليل، تكون فلسفة ناجعة جدا لو أنها ارتبطت بالوضعية الحضارية في العالم العربي الإسلامي؛تنصب على تحليل الدين والأخلاق والسياسة.