الخلاصة:
يهدف هذا البحث الموسوم بـ "مسألة التحرر في فلسفة هربرت ماركيوز إلى إبراز تصور الفيلسوف الأمريكي الألماني الأصل هربرت ماركيوز لوضع النظام العام في المجتمع الصناعي المتقدم بقدرته على توجيه كل النشاطات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فقد وصف ماركيوز تصورًا عن النظام، على أنه نظام محكم التنسيق يعمل في جوهره على إضعاف الإنسان، وذلك من خلال تعبئة جميع طاقاته الجسدية والروحية وبالإضافة إلى ذلك كبته وقمعه وجعله إنسانًا مقهورًا ذا بعد واحد، وعليه فنطاق الحرية المتاحة زيف ووهم التي تنتجها التكنولوجيا وبذلك فإن هذا النمط من الحرية موجه، حيث إن اختيارات الإنسان ليست نابعة عن إرادة حرة بل محددة وتضع قيدًا لكل حرية حقيقية. وهذا ما جعلني أتطرق إلى إشكالية في بحثنا: هل يمكن للعقل الإنساني في ظل النظام التكنوقراطي أن يتحرر من الواقع القمعي المستمر.