الخلاصة:
يندرج موضوع بحثنا هذا ضمن إشكالات الواقع الراهن، و ما يشهده من تغيرات و ذلك في مجالات عدة، خاصة المجال السياسي و تحديدا ما يتعلق منه بمسألة الديمقراطية التي كانت محور انشغال و اهتمام العديد من المفكرين و الفلاسفة من بينهم عالم الاجتماع و الفيلسوف الألماني يورغن هابرماس(1929- )ASABERMH-ENGRUjالذي ينتمي للجيل الثاني من مفكري مدرسة فرانكفورت أو النظرية النقدية لاهتمامها الكبير بالنقد. اهتم هابرماس هو الآخر بالنقد، و قد أكد بنزعته التفاؤلية على ضرورة إعادة تشكيل الوعي الإنساني انطلاقا من نقد العقل الأنواري و تحريره من العقلانية الأداتية، التي تولدَت عنها كل أشكال الإغتراب، التشيؤ، و الاستلاب التي عرفتها المجتمعات الغربية، والنظر إلى جانب آخر للعقل يكون أكثر فعالية، و المتمثل في المعقولية التواصلية، فهي وحدها الكفيلة بتحرير الفرد من أي ايديولوجيا يمكن أن تُفرض عليه، فيُعبر بذلك عن آرائه و إرادته السياسية فعليا لا شكليا. و هذا كله يتحقق في اعتقاده في ظل الديمقراطية التشاورية التي تمثل شكلا آخر من العقلنة السياسية، و التي يمكن أن نتجاوز بفضلها النقص الموجود في النموذجين الآخرين من الديمقراطية الليبرالية و الجماعاتية .