الخلاصة:
تناولت في بحثي هذا موضوع يتعلق بإشكالية العلاقة بين الدين والسياسة في فلسفة توماس هوبس، الفيلسوف الإنجليزي صاحب نظرية العقد الاجتماعي، في تفسير نشأة الدولة. لقد عاش هوبس في بداية عصر النهضة وبالتحديد في القرن السابع عشر، حيث سادت في الحروب الدينية والاهلية، بارة بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة البروتستانتية، وتارة بين دعاة النظام البرلماني ودعاة الملكية، وهذا ما نتج عنه الكثير من المآسي على أوروبا وإنجلترا بصفة خاصة، هذا الوضع غير المستقر دفع بهوبس إلى البحث عن الوسائل والطرق الكفيلة بتحقيق الأمن والسلام داخل الدولة، ولذلكنجده يدعوا غلى نظام ملكي مطلقـ تتركز فيه جميع السلطات في يد الحاكم المدني، وتبعا لذلك فهو يدعوا إلى الفصل بين الدين والسياسة، من منطلق أن الدين المسيحي لا يؤسس لأية شرعيةأو سلطة سياسية، بل أن شرعية السلطة مستمدة من التفويض الذي أقرّه العقد، لذلك فالسلطة هي سلطة مدنية مطلقة يخضع لها الجميع، بما في ذلك رجال الدين والكنيسة.