الخلاصة:
إن البحث في الأصول الــــنظرية للفكر السياسي عـــــــــــند أبي الوليد بن رشد الفيلسوف القرطبي الأنـــــــدلسي جـــعـــــــلـــنا نخوض في غمار الفكر السياسي منذ نشوئه،فبحثنا مع كبار فلاسفة اليونان أفلاطون وأرسطو في كثير من المسائل،لنصل إلى مقارنتها مع ما جاء به هذا المفكر السياسي فيما يتعلق بالدولة،وذلك لأنه كان أرسطي المذهب في المعرفة والأخلاق،ثم توجه إلى أفلاطون في السياسة بشرحه لجمهوريته،فكان مؤلفه الوحيد هو"الضروري في السياسة"وفي هذا الكتاب نرى التأثير اليوناني واضحا في كثير من المسائل كقضية المرأة،ورئيس المدينة،وتقسيم العلوم وغيرها،لكن لا يمكن إنكار ذاتيته الإسلامية بتأثره بأب الفلسفة السياسية الإسلامية"أبو نصر الفــــــــارابــــــي"وخاصة فـــــــي قــــــــضــــــية الدولة العالمية،وكذلك تأثره بابن باجه في مسألة القضاء والطب،ولا ننسى الدور الكبير الذي لعبته المدينة (قرطبة) والأسرة التي تربى فيها(الفقه) وبالتالي جاء فكره السياسي زاخرا ومزدهرا وداعيا إلى التطور والتقدم نحو دولة يمكن أن تتحقق على أرض الواقع.