الخلاصة:
تعد محاولة"طه عبد الرحمن" في نقده للحداثة الغربية واقتراح بدائل لها جادة وجريئة في نفس الوقت، وخاصة في المنحى المتعلق بإبراز جوانبها السلبية المتعلقة بالإفرازات القيمية التي ربما لا تتماشى مع مكونات الذات العربية الإسلامية، حيث عمل على استنباط القيم من المجال التداولي العربي الإسلامي التي من شأنها إيجاد موقع خاص للذات العربية الإسلامية المتفلسفة (المتديِّنة)، ظل رافضا لكل ما يتنافى مع الدين الذي يعد المقوِّم الأساسي لحضارة الإسلام، كما عمل على فكّ الارتباط والتماهي بين الدين و الفلسفة عموما، ، وبين الفكر الغربي والحداثة خصوصا وبذلك يصبح ممكنا في نظرهأن تقوم لكل ثقافة فلسفة خاصة، وفكر حداثي خاص مميز لها من جهة، ومن جهة ثانية حاول "طه عبد الرحمن" إعادة الارتباط بين الأخلاق باعتبارها عمل له ميكانيزمات خاصة وليس مجرد نظر فقط ، وكذا الدمج بين الفلسفة النظرية والحداثة وتطبيقاتها،وبذلك يصبح الفكر النظري والعمل الأخلاقي وجهان لعملة واحدة، كما سعى "طه عبد الرحمن"إلى تأسيس مفهوم العمل الأخلاقي على مبادئ وقيم الدين الإسلامي وعلى قراءة معاصرة للقرآن الكريمباعتبار الدين الإسلامي رسالة إنسانية في المقام الأول.