الخلاصة:
تطرقنا في هذا البحث إلى مفهوم العلمانية عند عبد الوهاب المسيري ، حيث عمل المفكر على مقاربة المفهوم بعقل نقدي يتجاوب الطريقة المبسطة والسطحية وكذا التعريفات الوردية التي سيقت تاريخا ، واتجه إلى محاولة تعريفها تعريفا مركبا وشاملا يتفق تجربته التاريخية ، ولهذا فقد تنبنى في هذه المقاربة الجديدة معالم منهج جديد يقوم عن البحث على البعد المعرفي الكامن في مفهوم العلمانية، ولكن بصورة مركبة تجتمع فيها جميع الظواهر والابعاد ذات الصلة بالحضارة الغربية ، وقد أفضى بالمسيري اعتماده هذا المنهج الجديد تقسيم العلمانية إلى قسمين الاولى يسميها العلمانية الجزئية وهي رؤيا جزئية للواقع لا تتعامل مع أبعاده الكلية والنهائية وهو ما يعبر عنه بعبارة فصل الدين عن الدولة ولا غضاضة في قبولها لأنها لا تتعارض والمرجعية النهائية للدولة ، أما الثانية فيسميها بالعلمانية الشاملة وهي رؤيا شاملة للعالم ذات بعد معرفي ( كلي ونهائي ) تحاول بكل صرامة تحديد علاقة الدين والمطلقات والماورائيات بكل مجالات الحياة ولا يمكن قبولها لأنها لا تفصل القيم الدينية عن الدولة وحسب وإنما رفضها وفصلها عن حياة الانسان العامة والخاصة وعن المرجعية النهائية للدولة ولكل قرارات الانسان.