الخلاصة:
.تكتسب اللغة العربية طبيعة عقلية رياضية، فهي نظام مكتمل ومتماسك يتحرك وفق الحسّ والاستعمال الذي يقابل منطق العقل، حيث تتشكّل وَحداتها اللغوية، ضمن نظام لغوي يمكن أن يختزَل رياضيا، فإذا اتّبعت حركيّة اللغة ستقف على التقارب الكبير بين ما هو كائن وسارٍ في كيانها، وبين ما ينطوي عليه هذا المنطق من أسس ومبادئ.
إنّ الّتفكير الرّياضي يقوم في أساسه على مفاهيم ومبادئ كلّية تتلاءم مع اللغة العربية وتجعلها تسير وفق نظام استنباطي تسري في كيانه أهمها الاستنباط والقياس، إضافة إلى بعض المفاهيم الأخرى كمفهوم الثّابت والمتغيّر، وفكرة المجموعة والزمرة.
وقد تجلى ذلك واضحا في علم العروض لأنه يقوم في كلّه على الأصل والفرع، فبنيته تشبه هيكل اللغة. وهو أيضا مجموعة كلية منتهية العدد تنضوي تحتها مجموعات جزئية تنتظم عناصرها وفق منطق الترتيب على وجه مخصوص وتتشكل كزمر تركيبية.