الخلاصة:
لقد ساهمت المحاولات الإصلاحية التي ظهرت على مستوى العالم الإسلامي خلال القرن التاسع عشر والقرن العشرين التي تفاوتت في عمقها وابعادها، وانقسمت إلى فكر متطرف منغلق عن الاستفادة من تجارب الآخرين يقابله فكر اخر منفتح انفتاحا لا مشروطا على الحضارة الغربية، الا انها فشلت في تحقيق الأهداف المنشودة، وهذا ما دعا المفكر مالك بن نبي الى تقديم تحليلا لمشكلات الأمة الإسلامية، من خلال طروحاته الحضارية إلى أن الديناميكية المولدة للحركة التغييرية هي ظاهرة تاريخية ملازمة للحياة البشرية ناتجة عن تفاعل ثلاثة عوالم رئيسية هي: عالم الأشخاص، و عالم الأفكار، وعالم الأشياء، بالإضافة الى الفكرة الدينية التي رافقت دائما تركيب الحضارة خلال التاريخ البشري، لتبعث في الفرد الروح التي تنشطه وتثير فيه قوته، فيتحرر من هيمنة الغريزة ويخضع لهيمنة الروح، هذا القانون الذي ينصب علـى تغيير الإنسان الذي يعتبر العنصر الجوهري في هذه العملية، التي لا تتم الا عن طريق التربية، التي نظر إليها باعتبارها "مشكلة"، من خلال اعتباره الإنسان المسلم المتخلف هو أصل المشكلات المختلفة وليست المؤسسات التربوية والتعليمية هي الفاشلة، لهذا كان لا بد، من أجل حل هذه المشكلة وتجاوز صعوبتها التغلب على السلبيات الموروثة التي استولت على أنفسنا فحجرت فكرنا وكبلت سلوكياتنا وعاداتنا.