الخلاصة:
الأطفال المعاقين عقليا هم أشخاص ذوي قدرات عقلية محدودة و التي تظهر من خلال سلوكاتهم، حيث لا تسمح لهم بالاستفادة من الأنشطة و المعلومات كالأطفال العاديين. لذا فهم بحاجة ماسة لبرامج الرعاية التربوية الخاصة حتي يتمكنوا من اكتساب مهارات تساعدهم على الاستقلالية في الاعتماد على النفس واكتساب السلوك التكيفي. و بما أن السنوات الأولى من العمر جد مهمة في نجاح أي مشروع تربوي سواءا مع العاديين أو غير العاديين (ذوي الاحتياجات الخاصة عامة و المعاقين عقليا بالخصوص) فإن المسئولين من كل أقطاب العالم قد خصصوا من وقتهم و إمكانات دولهم المادية و المعنوية للتحقيق هذا المشروع المتمثل بدور الحضانة و الأقسام التحضيرية مع العاديين و بفتح أقسام التكفل المبكر في مراكز التربية الخاصة لاستقبال الأطفال المعاقين عقليا من دون سن السادسة من العمر.
الجزائر بدورها لم تبخل بإمكاناتها على هذه الفئة الخاصة من المجتمع، إذ عملت على توسيع نطاق سياسة التكفل المبكر على المستوي الوطني، بإنشاء أقسام في معظم المراكز النفسية البيداغوجية الخاصة بالمعاقين عقليا.
من خلال دراستنا فقد حاولنا معرفة مدي نجاح هذه السياسة ميدانيا في تحقيق السلوك التكيفي لذوي الإعاقة العقلية المتوسطة، فتوصلنا إلى نتائج جد إيجابية (في حدود عينة الدراسة) حيث تمكن الأطفال الملتحقين بأقسام التكفل المبكر من تعلم المهارات البسيطة اللازمة للحياة اليومية، و قدر معتبر من الاستقلالية، مع التمكن من تجاوز بعض الصعوبات، و تعديل بعض الاضطرابات السلوكية التي تعرقل نموهم وقدراتهم على التعلم كالانسحاب و العدوانية و السلوك النمطي...
بالإمكان اعتبار نتائج هذه الدراسة كمؤشرات تستدعي منا نحن كباحثين في مجال علوم التربية الانتباه لها وذلك من خلال الجهود الحثيثة من أجل رعاية هذه الشريحة من المجتمع.