الخلاصة:
إن المتتبع لتاريخ بايلك الشرق والذي يعرف الأحداث الكبرى التي مرت عليها يخرج بنتيجة حتمية على أن مدينة قسنطينة من أبرز المدن الجزائرية بتاريخها العائد لأقدم الفترات الزمنيةوقد جاء هذا الموضوع ليزيل اللبس عن فترة زمنية عاشت فيها هذه المدينة أزهى أيامها ممثلة في فترة حكم العثمانيين لبايلك الشرق بصفة عامة ومدينة قسنطينة بصفة خاصة لكونها تأتي في الدرجة الثانية بعد الجزائر العاصمة ، وقد ركزت في هذا الموضوع على فترة صالح باي الذي يعتبر أشهر باياتها بإنجازاته المختلفة في شتى المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية وخاصة الجانب الثقافي الذي يمثله التعليم وكذا العمارة والفن ، حيث أنه خلف لنا إرثا مازالت آثاره ومؤسساته قائمة إلى اليوم وأبرز هذه المؤسسات مركبه الديني بقلب سوق العصر بمدينة فسنطينة والذي يعتبر معلما أثريا وتاريخيا تخرجت من مدرسته أجيال من العلماء والمثقفين الجزائريين .إن صالح باي قام بإصلاحات كبيرة في مجال الوقف وكذا أصدر قوانين خاصة بالتعليم في مدارس المدينة ووضع لها علماء وعمال يقومون على خدمتها كما أجرى عليها أموال الأوقاف من أجل إستمراريتها،كما شيد العديد من المؤسسات الدينية والمدنية داخل وخارج أسوار مدينة قسنطينة.