الخلاصة:
لقد عرفت الجزائر نهاية القرن 15م وبداية القرن 16م ظاهرة بروز السلطة الروحية بشكل كبير في المجتمع، نتيجة الفراغ السياسي الذي خلفه ضعف الحفصيين شرقا والزيانيين غربا،مما أدى بها إلى تولي تسيير أمور المجتمع في جميع المجالات، وهو ما جعلها تحظى بمكانة مميزة لدى السكان ولدى العثمانيين فيما بعد. معتمدة في ذلك على النسب الشريف أو على المعتقدات الشعبية حوله،وقد أدرك العثمانيون المكانة التي يحتلها أقطابها، فتقربوا منهم وتحالفوا معهم ضد الوجود الاسباني ، منذ ظهورهم في البحر المتوسط، وبعد إلحاق الجزائر بالدولة العثمانية عمل االعثمانيون على كسب السلطة الروحية بمنحهم امتيازات وصلاحيات واسعة ومتنوعة مادية ومعنوية، وربطوهم بمناصب إدارية وشرفية توارثوها لعدة عقود، لتصبح هذه الامتيازات رابطا بينهم وبين السلطة السياسية، وهو ما أدى إلى ظهور طبقة أرستقراطية في المجتمع،لكن هذا التحالف لم يستمر إلى نهاية العهد العثماني بسبب تقلص موارد البحر،و توجه أنظارهم للداخل، والذي تزامن معه زوال الخطر الاسباني، كل هذا أحدث توترا بين السلطتين الذي انتهى بالنفور والعداء والتصادم بداية القرن 19م بعد فترة طويلة من كسبهم تأييد ومساندة أقطابها لهم.