الخلاصة:
تميّز القرآن بجزئيّة "المتشابه اللفظي" الذّي عرفهُ الكرماني بما يلي: "إيراد النصّ الواحد في صور شتّى وفواصل مختلفة"، والزركشي بأنّه "الآيات المتشابهات التي تكررت في القرآن الكريم وألفاظها متفقة، لكن وقع في بعضها زيادة أو نقصان، أو تقديم، أو إبدال حرف مكان حرف أو غير ذلك مما يوجبُ اختلافا بين الآيتين أو الآيات التي تكرّرت من غير زيادة أو نقصان" كقوله تعالى: "أفلم يسيروا/أو لم يسيروا" أو "كذلك يطبع الله / كذلك نطبع".بلغت هذه المتشابهات قمّة الإعجاز اللغوي، إذ تعتبرُ من علامات التنبيه إلى الإعجاز الذي لا يدركُ إلاّ بعمق التفكير والتبصـر والتفقه في كلّ سورة، بل وفي كلّ آية؛ مما يُمكّنُ من تحـصيل علوم كثيرة متعلقة باللغة والنحو والبيان والمعاني وأصول الفقه.ومنه، كان الهدف تبيانَ وعي المترجمين بهذا الإعجاز، وما يجب أن يتنبهوا إليه حتى يدرك قارئ الترجمة آفاق الإعجاز التي لا تنتهي وكذا المغزى من التدبر فتؤتي القراءة أُكُلَها في الترجمة من خلال توضيح جزئية المتشابه اللفظي كيلا يقع اللّبس على قارئ الترجمة، ولكي يدرك الحكمة من هذا التشابه الذي يستحيل أن يكون إعتباطيا؛ لهذا جاء هذا البحث الموسوم بعنوان:"ترجمة المتشابه اللفظي في القرآن دراسة تحليلية مقارنة لخمس ترجمات لسورة البقرة إلى الإنجليزية"