الخلاصة:
يعتبر هذا البحث مساهمة جد متواضعة لإبراز جانب من جوانب الرؤيةالأوربية الاستعمارية-بزعامةفولني -لأوضاع مصر وسوريا خاصة ومن ورائهما كل الولايات العثمانية.إذ لعب هذا الرحالة دورا مهما كمراقب،ومتتبع للأحداث وموجها لسياسة فرنسا الخارجية، كما يشكل هذا الموضوع دراسة لمرحلة جد هامة من المراحل التاريخية، السياسية والاقتصادية التي مر بها هذا الجزء من العالم الإسلامي، وهو مساهمة في محاولة إبراز حجم التحديات الخارجية والصراعات الداخلية التي ما انفكت تواجهها الدولة العثمانية. انطلاقا من هذا، فالإشكالية التي حاولت معالجتها في هذا البحث، مستوحاة في نظري من أن الرحالة فولني وكتابه -رغم السلبية ونظرة الاحتقار المرافقة لأفكاره وآرائه دوما والتي تنم عن رغبته الاستعمارية التي نلمسها بشكل سافر في كل وصف لقلعة مصرية أو مدينة سورية -كشف وأبان عن عيوب الدولة العثمانية في هاتين الولايتين :فماهو دور رحلة فولني وكتابه في التأريخ للدولة العثمانية حلال النصف الثاني من القرن 18م؟