الخلاصة:
إن منابع الفكر المسلح ومرجعياته في الجزائر تعود إلى مناهل دينية وتاريخية ، وامتدت جذوره إلى أيام المقاومة الشعبية ، في حين ساهمت في حراكه في الفترة ما بين 1919-1954 ظروف دولية واقليمية ومحلية هامة ، ميزها انتشار فكر تحرري ورغبة التيار المتنور في تغيير أوضع العباد والبلاد ، ولم يكن الفكر المسلح محل إجماع لدى أطياف الحركة الوطنية ، بسبب اختلاف البيئات والأصول والقناعات ، ويمكن تحسس ذلك من خلال البرامج والمواقف ، وقد تزامن ذلك بظهور تنظيمات سرية مختلفة ، وقد أثرت مظاهرات 08 ماي 1945 في مسار الحركة الوطنية فأدخلت أطيافها في مراجعة تاريخية ، حيث انبعث الفكر المسلح بعدها من جديد أكثر نضجا مع المنظمة الخاصة والتي وإن تعثرت عام 1950 فقد أعاد قدماؤها تنظيم الصفوف بدءا بتأسيس اللجنة الثورية إلى ميلاد جيش التحرير وتفجير ثورة التحرير الكبرى عام 1954 .