الخلاصة:
لقد تنوَّعتْ أساليبُ علماءِ الإسلام في خدمة علوم السنَّة النَّبوية، وكان من تلك الأساليب أسلوب التَّعقُّب والاستدراك، والذي مقصودُه الأعظم تبيِّين الحقِّ وكشف الخطأ والوهم والباطل، نُصحا لله وكتابه ورسوله وعموم المسلمين. وكان من أولئك العلماء الأفذاذ الذين ساهموا في إثراء هذا الجانب الإمامُ ابن قيِّم الجوزية عليه رحمة الله، حيث نال فَنُّ التَّعقُّب والاستدراك من مؤلفاته حظًّا وافرا. فجاء هذا البحث لِيُبرِز ذلك الجانب المُهِم في خدمة السُنَّة أعني جانب التعقُّب والاستدراك، وتلك المشاركة الفعَّالة من ذلك العَلَم الفذ، فاستدعى ذلك مِنِّى قراءة كلِّ كتب ابن القيم قراءةً متأنية، وإخراج كلِّ تَعَقُّباته على العلماء في الحديث وعلومه. لقد وقفتُ من خلال جمع المادَّة العلميَّة من كتب ابن القيم على عددٍ كبيرٍ من التَّعقَّبات مُوَزَّعة على حسب أنواع علوم الحديث إلى تَعَقُّباتٍ على تضعيف غيره، وتعقُّباتٍ على تصحيح غيره، وكذلك تعقُّباتٍ في قواعد الحديث والجرح والتعديل، كما كانت هناك تَعَقُّبات أخرى في بعض الأوهام في العزو والتَّصحيف وغيرها، فجاءت دراسة هذه التَّعقُّبات كلها من خلال هذا البحث؛ في مقدِّمة وفصلٍ تمهيديٍّ وبابين بفصلين في الباب الأوَّل، وبثلاثة فصول في الثَّاني.