الخلاصة:
تعرّض الشرق الأدنى القديم بصفة عامة و بلاد ما بين النّهرين بصفة خاصة لحملة الإسكندر الأكبر سنة 331 ق م،وجاء هذا الغزو استكمالا لسياسة والده فليب الثاني الذي كان هدفه القضاء على الفرس العدوّ التقليدي و توسيع حدود الإمبراطورية بتوحيد المدن الإغريقية تحت لواء واحد. لكن سرعان ما تحوّل مسعاه،فبعد أن عمل على فرض الحياة الإغريقية على بلدان الشرق القديم،أصبح متأثرا بالعادات و التقاليد الخاصة ببلاد ما بين النهرين،و ذلك من خلال احترام الآلهة المحلية حيث عمل على إعادة ترميم المعابد الدّينية للإله "مردوخ"، إضافة إلى مجموعة من المشاريع الأخرى،و كان هدفه هو جعل مدينة بابل عاصمة لإمبراطوريته. و هكذا توسّع طموح الإسكندر بأن صهر العالم الشرقي و الغربي في بوتقة واحدة،غير أنّ ذلك لم يتم بسبب وفاته سنة 323 ق م،فظهرت سلسلة التّصفيات الجسدية داخل المملكة المقدونية واشتدّ الصّراع بين قادة الإسكندر لتنقسم الإمبراطورية بشكل نهائي،و تصبح بلاد ما بين النهرين من نصيب سلوقس.و رغم ذلك بقي هذا الأخير محافظا على سياسة الإسكندر الأمر الذي أدّى إلى تأثره بحضارة بلاد ما بين النهرين فأخذ أكثر ممّا فرض.