Résumé:
ظهر التناص كمفهوم نقدي عملي في أواخر الستينيات وأحدث ثورة في مجال النقد الأدبي، تزامنا مع ظهور نظرية التلقي التي وازنت بين دور المؤلف وعملية القراءة/ التلقي التي تعطي النص معانيه وتملأ فراغاته وتثريه عبر التعدد من حيث التفسير والتأويل والأبعاد التي يأخدها النص موضوع القراءة/ الترجمة.
ويعرف التناص على أنه حضور نص في نص آخر عن طريق التأثير والمحاكاة والتعديل وإعادة الكتابة التناصية...آخذا مساحة معينة في النص، مؤديا رسالة ومعنى ينشأ عن تلاحم النصين، وهو مرتبط بفعل الكتابة والإبداع لأن الكاتب يسخَر قراءاته السابقة التي نحتت أسلوبه في نصه، كما أنه مرتبط بفعل القراءة، عندما يستشف القارئ حضوره، على ضوء معارفه الخارجية، بيئته الاجتماعية ومخزونه الثقافي.
كما أن له الفضل الكبير في إثراء معاني النص وربطه بالحقل الأدبي الذي يتواجد فيه، وهو يوجه الفعل القرائي بناء على تعدد المتلقين واختلاف مشاربهم وكذا الغرض الذي يتبادر لهم عبر النص، حينها يصبح النص منفتحا على تعدد القراءات، التأويلات والترجمات.
ويعد التناص نقطة التقاء الإبداع المتمثل في صاحب النص، والتلقي المجسد في القراء وأفق التلقي والتوقعات (القارئ-المترجم)، والنص في حد ذاته كنظام له نسيجه وسياقه الاجتماعي- التاريخي ورسالته، مما يعزز من تعدد المعاني، التأويلات وكذا الغموض الذي قد يكتنف النص.