الخلاصة:
يعدّ علم المصطلح من أخصب المجالات العلمية التي انبثقت عن اللسانيات التطبيقية، نتيجة لتلك الثورة العلمية والتكنولوجية التي عرفها العالم؛ حيث كانت السبب وراء ظهور عدد كبير من الوسائل التكنولوجية، ناهيك عن تلك الاكتشافات العلمية في شتى المجالات؛ وكل هذه التغيرات والتطورات ألزمت المخترعين والمكتشفين بوضع مصطلحات جديدة مقابلة لتلك الآلات والظواهر، معبرة عن مفهومها، حتى يتسنى للمختصين في مجال من مجالات المعرفة للاطلاع على ما توصل إليه غيرهم في المجال نفسه. ونتيجة لكل هذا التطور أصبحت لدى العالم المنتج ثروة كبيرة من المصطلحات العلمية وهي في حالة تزايد مستمر.
إنّ حاجة العالم العربي إلى تلك الآليات والتقنيات وضرورة التعرف على الأبحاث العلمية بكل ما تفرزه من نتائج، جعله يحاول باستمرار نقل تلك الثروة المصطلحية والمفاهيمية من أجل الاستفادة من خبرات الغرب؛ الشيء الذي جعل العلماء والباحثين يتّجهون توجّهات عدة في سبيل وضع وتوليد المصطلح العلمي ؛ بين مرجح لترجمته وإيجاد مقابلات عربية لما هو موجود عند الغرب، بالعودة إلى التراث والاستفادة منه، ومفضل لتعريب هذه المصطلحات العلمية بنقلها من لغتها الأصلية إلى العربية بمقابلة تلك الحروف الأجنبية بحروف عربية. ودعاة هذا المذهب كثيرون، وحجتهم ضرورة الاطلاع على المصطلح كما هو في لغته الأصلية، لأنّ هذا التوجه أقرب إلى إيضاح المفهوم من غيره. وهناك من عمل بالاشتقاق والنحت والتركيب وغيرها من الآليات التي تسمح بوضع وتداول المصطلح العلمي العربي.