الخلاصة:
أمام الكم الهائل من اللامفكر فيه أو المستحيل التفكير فيه فيما يخص العلمانية سواء بالنسبة إلى الفكر الغربي أو الفكر الإسلامي ، نظرا إلى غلبة المواقع الجدالية الهدّامة على المواقع النّقدية البنّاءة من جهة، و طغيان الطابع السياسوي للعلمانية على الطابع الفكري الفلسفي من جهة أخرى، يتجلّى مدى تعقيد و صعوبة المهمة التي أوكل محمد أركون نفسه إيّاها. و على هذا الأساس، و من أجل دراسة مفهوم العلمانية عند مـحمـد أركـــون، و الإحاطة بشتى الجوانب المشكّلة و المتصلة به، حاولنا طرح الإشكالية التالية: مــا هي القراءة الجديدة التي أنتجها محمد أركون عن مفهوم العلمانية؟ و مــا هي المستويات التي أحدث فيها القطيعة مع التصورات التقليدية لهذه القيمة الإنسانية؟. و بتعبير آخر، كيف حاول محمد أركون أن يشق طريقا نقديا بين الممانعة الإسلامية و الوثوقية الوضعوية الغربية فيما يخص الموقف العلماني؟