الخلاصة:
ألف الإمامالثعالبي (أبو منصور عبد الملك بن محمد بن إسماعيل) من جملة ما ألف معجما وسم " بفقه اللغة وسر العربية " جمع فيه لطائف لغوية وأسرارا بلاغية كانت تدور في حلقات قصر الأمير الميكالي أمير خرسان. استشهد في معجمه هذا بشواهد متنوعة، إلاَّ أنَّ شواهده من كلام الله بلغت الصَّدارة من حيث عددُ توارُدها، وهذا خلاف المألوف المعروف، إذ سادت سنَّة عند علماء العربية القدماء مفادها تقديم كلام العرب على القرآن لاتساع مدونته، وليس تقليلا من أهمية القرآن. فلماذا خالف الثعالبي المألوف المعروف وقدم كلام الله على كلام العرب ؟. فكأني به حين اصطفى طريقا غير طريقهم يريد التَّحرر من رِبْقَتهم، ويعد إنجازه هذا تمهيدا لحركة التَّغيير في أصول التَّقعيد اللغوي، وهو ما حدث بالفعل حيث أعيد النظر في مصادر أخرى كالحديث الشريف وإن نقل بالمعنى.