الخلاصة:
إن تصدر قلم خط الثلث الجلي جميع الأقلام الأخرى، وتميزه عنها جماليا وعمليا له أسباب عدة يمكننا استخلاصها من خلال الاطلاع تاريخيا على مسيرته تطوره عبد العصور، وذلك منذ نشأته وحتى بلوغه الذروة إجادة في العهد العثماني، وذلك لأن ظهوره تزامن مع اهتمام المسلمين وإقبالهم - ترجمة ودراسة- على علوم من سبقوهم من الأمم ذوي الحضارات العريقة كالروم واليونان، و يأتي في مقدمة هذه العلوم :(الفلسفة والهندسة وعلوم أخرى)، وهذا من أهم العوامل التي ساعدت على تطوره وتجويده وذلك من خلال إخضاعه للنسبة الفاضلة التي أضفت على صور حروفه جمالا معنويا فوق جماله المادي، ولكونه تولد عن الخط المحقق الذي وُظِّف لكتابة المصاحف وخدم كلام رب العالمين لسنين طويلة، إلا أنه سرعان ما أنيطت به وظائف أخرى، لم تظهر إلا في العصر العثماني التي امتاز بالتوسع جغرافيا وحضاريا وثقافيا، وهي كتابة اللوحات الخطية والتراكيب الفنية المعلقة التي تضمنت نصوصا من كتاب الله وأحاديث رسوله(?)، فيا ترى ما هي الدواعي والأسباب الكامنة وراء بروز هذه الظاهرة ؟ ومن هم رواد هذا المنحنى الفني والاسلامي الذي خلد التاريخ أسمائهم وأحيي ذكراهممن خلال آثارهم التي ورثوها بعد أن بليت جثتهم ورمت عظامهم؟ هذا ما ستكشفه الأطروحة التي بين يدينا والموسومة بـ:(الجائز والمحظور في خط الثلث الجلي المسطور).