الخلاصة:
يعد التدوين في بلاد الرافدين خطوة فاعلة في قلب الميزان الحضاري كونه شكل أولى الأجيال التاريخية التي عرفت كيفية حفظ النسق الحضاري، وهذا الأمر جعل الباحثين المتخصصين يهتمون بمعالجة الموضوعات المتعلقة بالتدوين، الذي غير جذريا الواجهة الفكرية للإنسان الرافدي من جميع النواحي، وهذا النمط من التفكير الإبداعي الخصب مهد الأرضية الملائمة للمجتمع من أجل الدخول ضمن مرحلة الالتزام بالموضوعات المهمة. وضمن هذا الإطار تمتعت مكتبة نينوى التي أسسها آشور بانيبال بمخزون معتبر من المدونات المتنوعة التي شملت جميع المجالات: الفلك، الطب، وكذلك مكتبة تل حرمل ومكتبة نفر، وهذا دليل على اهتمام الرافديين الكبير بحفظ موروثهم الحضاري ضمن مؤسسات ذات هيكلة تنظيمية وهي المكتبات الملحقة بالقصور والمعابد، والمدارس التي تعد أعظم وأرقى مثال على ما بلغته هذه الحضارة من نضج فكري.